×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

السؤال: ما دور طالب العلم في نشر الأخلاق الكريمة في المجتمع، وتحقيق المحبة بين أفراده، وكيف يمتثل قول الله جل وعلا: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ [القلم: 4] ؟.

الجواب: عليه أن يعمل بكتاب الله، وسنة رسول الله، ويكون قدوة حسنة لغيره، فلا يأمر الناس وينسى نفسه، قال تعالى: ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ [البقرة: 44]، وقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٢كَبُرَ مَقۡتًا يعني: بغضا،﴿عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ [الصف: 2- 3]، فعلى طالب العلم أن يكون قدوة حسنة في نفسه قبل أن يدعو الناس؛ يمتثل هو، والذي يمتثل في نفسه فإنه يكون داعيا إلى الله ولو لم يتكلم، إذا نظروا إليه ونظروا إلى عمله؛ فإنه يكون داعية إلى الله بفعله قبل قوله.

السؤال: تأملت في آيات الله عز وجل، فرأيت جميع الأنبياء دعوتهم واحدة: التوحيد، إلا أنه أشكل علي في قصة لوط عليه الصلاة والسلام؛ إذ يبدؤها الله جل وعلا بذكر فعلهم، أي: بذكر الفاحشة، ولم يذكر التوحيد في هذه القصة، أرجو إزالة لهذا الإشكال؟.

الجواب: لأنك لم تقرأ الآيات التي في قصة لوط، أليس من الآيات أن الله قال فيهم: ﴿كَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوطٍ ٱلۡمُرۡسَلِينَ [الشعراء: 160]، فتكذيب المرسلين تكذيب بالعقيدة، مع إتيانهم بالفاحشة، فهم كذبوا المرسلين وأتوا الفاحشة.

**********


الشرح