×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 ولما أخبر صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بالفتن التي ستحصل في آخر الزمان، قال: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟، قال: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»، قال: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» ([1]).

فلزوم الجماعة هو النجاة، قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [آل عمران: 103].

فهذه من النعم التي تحدثنا عنها قريبا، فمن النعم: الاجتماع بين المسلمين، وأن يكون هناك من يرعى أمورهم، وينظم شؤونهم، ويحمي أمنهم، واستقرارهم، هذا من أكبر النعم.

السؤال: ما أهم الأسباب المعينة على تحقيق الوسطية والاعتدال التي أرادها الله جل وعلا لهذه الأمة؟.

الجواب: أعظم الأسباب هو التعلم: تعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ودراسة العقيدة الصحيحة -عقيدة أهل السنة والجماعة-، هذا لا يحصل إلا بالتعلم، تعلم العقيدة الصحيحة التي بينت هذه الأمور ووضحتها، فلا بد من التعلم، ولا بد من دراسة العقيدة الصحيحة التي نعرف بها هذه الأمور، أما بدون تعلم، أو تعلمٌ على غير العلماء؛ فهذا لا يفيد شيئًا، بل ربما يضر أكثر مما ينفع.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1846).