الأسئلة
**********
السؤال: فضيلة الشيخ، من نعم الله جل وعلا في مجتمعنا نعمة الوحدة والاجتماع، ووجد
من يشق الطاعة في هذا الباب، وينزع طاعة ولي الأمر تأثرا ببعض الأفكار الواردة،
فهل من توجيه في هذا الباب؟.
الجواب: عقيدة المسلمين من أصولها: لزوم الجماعة، والسمع والطاعة لولي الأمر، لأن
النبي صلى الله عليه وسلم لما وعظهم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها
العيون، قالوا: يا رسول الله، أين هذه موعظة مودع؟ فماذا تعهد إلينا؟ فقال: «أَوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ
والطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي
فَسَيَرَى اخْتِلاََفًا كَثيِرًا» ([1])، فعند الافتراق والاختلاف
تلزم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «وَيَدُ
الله مَعَ الْجَمَاعَةَ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ إلى النَّارِ» ([2]).
وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ» ([3])، يعني: أنه شذ عن الجماعة، وفارق الجماعة وعرض نفسه للخطر والهلاك، فيكون مثل السخلة إذا انفلتت من الحبل الذي يجمع صغار الغنم؛ فلا بد من لزوم الجماعة، ولا بد من السمع والطاعة لولي الأمر، ولا بد من الصبر ولو حصل علينا ما حصل؛ لأن الصبر على المشقة؛ خير من التفرق وشق عصا الطاعة وتفريق الجماعة،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).