ومن شكر النعمة: احترام الطعام،
وتوقير الطعام، دو الإسراف في الأطعمة، ونبذها، فبعضهم إذا أكل منها الا اليسير
ينبذ الباقي في القمامات! فالموائد الكبيرة يؤكل مت الشيء اليسير والباقي يلقى في
القمامات! هذا من كفر النعمة نسأل الله العافية-، ويُخشى علينا من عقوبة ذلك،
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إَذَا
وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ
أذًى وَلْيَأْكُلْهَا» ([1]) اللقمة الواحدة؛
فكيف بالأطعمة الكثيرة والموائد العظيمة التي تهراق وتنثر في القمامات!.
وقد رأى صلى الله عليه وسلم تمرة في الطريق فأخذها بيده الشريفة، وقال: «لَوْلاَ أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً
لَأَكَلْتُهَا» ([2])، لكنه رفعها من
الطريق ولم يتركها، وإنما منعه من أكلها أن تكون من الزكاة؛ لأن الله حرم على محمد
وآل محمد الزكاة، وهذا من تقدير النعمة، وعدم إهدارها.
فليكن لنا بذلك عبرة وعظة -يا عباد الله-، ولنخش أن يصيبنا ما أصاب ما
حولنا من التمزق والتفرق والفقر والفاقة وصعوبة العيش، وصعوبة الحياة، ونحن في أمن
وأمان ورزق وافر ونعمة عظيمة، ومعرفة للحق، وعقيدة صحيحة، هذه نعم عظيمة، فيجب
علينا أن نشكرها شكرا حقيقيًّا -وليس شكرا باللسان فقط-، نشكرها باللسان، نشكرها
بالقلب، نشكرها بالتصرف فيها، أن نتصرف فيها تصرفًا حسنًا، ولا نتبطر، ولا نتكبر
عن نعم الله عز وجل، وأستغفر الله وأتوب إليه. نكتفي بهذا، فما قل ودل خير مما كثر
وأمل، وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
**********