الأسئلة
**********
السؤال: فضيلة الشيخ، وفد إلى بلادنا جماعات تحت مسمى الدعوة إلى الله؛ كجماعة
الإخوان، وجماعة التبليغ، وأثرت في كثير من شبابنا حتى تنكروا لعقيدة السلف الصالح
التي جُددت في هذه البلاد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فما الموقف
الصحيح من هاتين الدعوتين؟
الجواب: الدعاة كثيرون كلٌّ يدعو إلى نهجه وتوجُّهه، فهم كثيرون جدًا، ولا يفترون
أيضا؛ فعلينا الحذر من هؤلاء، وأن نوجه أبناءنا وبناتنا -ومن تحت أيدينا وتلاميذنا
وطلابنا- أن نوجههم التوجيه السليم، وأن نبين لهم الطريق الصحيح، فليس كل من تسمى
بالدعوة يكون محقًّا، قد يتسمى بالدعوة أناس كثيرون لغرض الإضلال، أو أناس جهال،
والدعوة لا يتصدى لها الجاهل، فلا بد أن يكون الداعية على علم وبصيرة، ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ
أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ
وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]،
الدعوة تحتاج إلى علم وبصيرة، وهناك من يحب الخير ويدعو إلى الله ولكنه جاهل،
والجاهل يضر أكثر مما ينفع، إن حصل منه نفع، وهناك من هو عالم، ولكنه عالم ضلال،
ينحرف بالدعوة عن منهجها ومدلولها إلى ما يحمله من أفكار سياسية وأفكار بدعية، أو
أفكار منحرفة لينشرها في الناس باسم الدعوة إلى الله ! وباسم الإسلام! فلنكن على
حذر من هؤلاء؛ لئلا يغتر بهم شبابنا، ويغتر بهم من يُحسن الظن بهم، ليس كل من تسمى
بالدعوة يكون داعيًا إلى الله حقيقةً، قد يستغل الدعوة ويتسمى