×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

قال صلى الله عليه وسلم: «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» ([1])، ﴿لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ [الأنفال: 42]، تقوم الحجة على المعاندين، وتتضح المحجة للسالكين، فهي مهمة الرسل وأتباعهم إلى أن تقوم الساعة، وهناك دعاة إلى الضلال يدعون إلى النار، قال تعالى عن الكفار: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ، ثم قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ [البقرة: 221].

فهناك دعاة إلى الضلال حذَّر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأدوار التي تمر بها هذه الأمة، والأدوار التي يمر بها هذا الدين، تارةً خير محض، وتارةً شر محض، وتارة خير وشر، قال رضي الله عنه: قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ من أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فيها» ([2]). والله جل وعلا قال: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153]، ولما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية خط خطًا مستقيمًا، وخط على جنبتيه خطوطا أخرى، وقال للخط المستقيم: «هَذَا سَبِيلٍ الله»، وقال عن الخطوط التي على جنبته: «وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1920).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).

([3])  أخرجه: الدارمي رقم (208)، وأحمد رقم (4142)، والطيالسي رقم (241).