فدعاة الضلال موجودون في كل وقت، قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ
جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ
إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ
فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ١١٢وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفِۡٔدَةُ ٱلَّذِينَ
لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ
١١٣﴾ [الأنعام: 112- 113] وهذا من حكمة الله جل وعلا ليتميز
أهل الخير من أهل الشر، وقال: «مَنْ دَعَا
إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ
ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ
مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ
شَيْئًا» ([1])، كما قال الله جل
وعلا: ﴿لِيَحۡمِلُوٓاْ
أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ
يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۗ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [النحل: 25].
فدعاة الضلال موجودون في كل وقت، وفي هذا الوقت كثر دعاة الضلال وتنوعت
دعواهم، وأتيح لهم أيضًا من وسائل نشر دعواتهم؛ أتيح لهم إمكانيات ما كانت موجودة
من قبل؛ من مواقع التواصل والمواقع التي تنوعت وكثر ما يلقى فيها من الشر، ويطلع
عليها فئام كثير من الناس يغترُّون بها، ويفتنون بها، وهذا من حكمة الله؛ ليميز
بين الحق والباطل.
وبين المؤمنين والمنافقين، وبين المسلمين والكفار، ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ﴾ [الأنعام: 112]، فواجبنا نحوهم البيان والتحذير ورد الشبهات التي يُدلون بها؛ حتى يسلم الناس -أو من أراد الله سلامته- من شرهم، ﴿مَفۡعُولٗا لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ﴾ [الأنفال: 42]، ولا شك أن شرَّهم على بلاد الحرمين أكثر، وهم يغزون بلاد الحرمين بخيلهم ورجلهم وبكل إمكانياتهم؛
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2647).