ولكن الواجب يختلف من
إنسان لآخر، يجب على العلماء ما لا يجب على من دونهم، ويجب على الولاة ما لا يجب
على من دونهم، فيجب على كل أحد حسب مركزه في هذا المجتمع، ومنصبه في هذا المجتمع،
أن يكون على ثغرة من ثغور الإسلام، يحافظ عليه ويدافع عنه، ويعين إخوانه حتى
تتماسك الأيدي، وتتضافر الجهود، فالحق لا ينتصر بنفسه دون حَمَلَة، ودون دعاة،
ودون مجاهدين، لا ينتصر إلا إذا قام به من يحميه ويدافع عنه، ويبلغه للناس، ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ
مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا
تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: 187].
هذا واجب العلماء، وهذا وقت الحاجة إليهم أشد من ذي قبل، وأهل الحق، وأهل
الدعوة، وأهل الخير يكونون غرباء في آخر الزمان، فعليهم أن يثبتوا على حقهم، وألا
يتزحزحوا حتى يأتي الله بنصره، وإعانته، ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ
لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ﴾ [الروم: 6].
إن المهمة عظيمة في هذه البلاد، إن الموقف حرج للغاية، إن الخطر عظيم فيجب
الانتباه، يجب على كل مسلم بحسب قدرته أن ينصر هذا الدين، وهذه العقيدة، وأن يكون
عينا ساهرة الحفظ هذا الدين، وأن يكون عضوا عاملا في هذا المجتمع، وإلا إذا
تخاذلنا أو تواكلنا أو ضعفنا فإن الله سبحانه وتعالى يأتي بقوم آخرين، فالله لا
يُضيْع دينه أبدًا، إذا تولى عنه قوم هيأ الله له آخرين، ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ
بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ
ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ٥٤إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦﴾ [المائدة: 54- 56].