فنحن على ثغرة عظيمة في العالم الإسلامي، وهي القيام على بلاد الحرمين
الشريفين، القيام عليهما بالحماية بعد حماية الله جل وعلا، أن نمنع من تسرب
الأفكار الخبيثة ودعاة الضلال، أن نمنع ذلك منها، وأن نعالج ما وقع فيها من خلل،
أن نعالجه لنصحح الوضع، ونكون يقظين دائمًا وأبدا؛ لأننا على أعظم ثغرة من ثغرات
الإسلام، فهذه البلاد ليست كغيرها، وإن كانت بلاد المسلمين كلها مهمة، وكلها يجب
المحافظة عليها، ولكن هذه البلاد بالذات ليست كغيرها، يجب على أهلها أن يقوموا بما
أوجب الله عليهم من دفاع الباطل ونصرة الحق، ونشر الدعوة إلى الله عز وجل، والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، نحرص على ذلك، ونُعين إخواننا المسلمين في كل مكان
بالحماية لهذا الدين، الدين إنما يحميه الله سبحانه بأهله؛ فإذا قصر أهله سرى
عليهم أهل الشر وتكالب علينا الأعداء، ﴿وَإِن
تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ
أَمۡثَٰلَكُم﴾ [محمد: 38].
فيجب على العلماء، يجب على الخطباء، يجب على الدعاة، يجب على المدرسين أن
يقوموا بهذا الأمر، وأن يَعْلموا الخطر الذي يحيط بهم ويُحدق بهم، فيعملوا لصده
وإبطاله، وأن يتنبهوا لدعاة الضلال ووسائل الإعلام المنحرفة، ووسائل التواصل
الاجتماعي والإنترنت وغيره، يتنبهوا لذلك غاية الانتباه، وإلا فالأمر خطير والبلاء
كبير، ولكن كل ذلك يضعف مع إعانة الله أو ينقطع مع إعانة الله سبحانه وتعالى.
هذه مهمتنا في هذه البلاد، وفي هذا الزمان، وفي هذا المكان الذي هو أشرف
مكان في الأرض، وهو الحرمان الشريفان: مكة والمدينة، فهما أشرف بقاع الأرض، فيجب
أن تبقى أرض الحرمين نقية يرتادها الناس، ويصدر منها الخير، ولا يبقى فيها موطأ
قدم لدعاة الضلال، والمتربصين بالمسلمين بالسوء، فيجب الانتباه لهم،