والاستعانة بالله عز وجل،
والله يُعين من استعان به، وينصر من نصر دينه، ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ
لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الروم: 6].
تعلمون: اليوم وسائل الشر تيسرت، ووسائل التواصل الاجتماعي -كما يسمونها-
انتشرت، وصارت تسري في الناس سريان النار في الهشيم، وتدخل على الناس في بيوتهم
وبين أهليهم؛ بواسطة هذه الوسائل التي تبث الشر والفساد والإلحاد.
يجب علينا أن نَهتم بتعليم العلم النافع، وأن نَهتم بالمقررات الدراسية، أن
نَهتم بوسائل الإعلام، من إذاعة وتلفاز وصحف؛ لأنها إعلام الحرمين، فيجب علينا أن
نحسب لذلك حسابه؛ خصوصا في هذا الوقت، وقت الخطر، إذا عظم الخطر اشتد الحذر،
فلنهتم بذلك لنسد المنافذ التي يدخل منها أعداؤنا وأعداء الدين وأعداء المسلمين،
وأن ننشر الخير والحق، ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ
وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا﴾ [الإسراء: 81]، ﴿بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ
عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ﴾ [الأنبياء: 18]،
ولكن الحق يحتاج إلى من يحمله، إلى من يبلغه، إلى من ينشره، يحتاج إلى ذلك، حتى
يدمغ الله به الباطل ويزهق به الباطل؛ كما وعد الله سبحانه وتعالى، وهذا يسير على
من يسره الله عليه، فمن علم الله من نيته صرة الحق، فإن الله تعالى ينصره، ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ
يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد: 7]، ﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم
بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ
ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ
يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ
إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ
أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ٤١﴾ [الحج:40 - 41].