×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

يجب أن تبقى نقية صافية من كل سوء ومن كل شر، ومن كل فتنة، وأن يُحذر من دعاة الضلال أن يسري شرَّهم إليها، وخطرهم عليها، والله جل وعلا خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.

ولكن إذا قمنا بما يجب علينا نحو هذه الدعوة وهذا الدين وهذه البلاد، إذا قمنا بما يجب علينا يسر الله لنا أسباب النص والتأييد والحماية، ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ [محمد: 7]، هذا واجبنا، وقد منَّ الله علينا بولاية هذه البلاد المباركة، أن نَهتم بِهذا الأمر، ونعلم أن هذه البلاد ليست كغيرها، أي شيء يحدث فيها ينتشر فيما حولها، ولكن الله سبحانه وتعالى يحمي بلاده وينصر عباده الصالحين، ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ [غافر: 51]، ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ [محمد: 7].

وهذه البلاد -ولله الحمد- ما زالت بخير من عهد إبراهيم عليه السلام إلى أن يشاء الله، وهي محمية بحماية الله عز وجل، وقد شرفنا الله جل وعلا بتولي شؤونها، فلنهتم بذلك، ولا نسمح لأي دخيل وأي دعوة مخالفة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لا نسمح لها أن تدخل هذه البلاد، وإلا إذا تساهلنا بهذا استبدلنا الله بغيرنا، قال تبارك وتعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38].

الله ناصرٌ دينه، حافظ بلاده بنا أو بغيرنا، ولكن الخطر علينا نحن إذا ضيعنا ما أمرنا الله به؛ ضيعنا الله سبحانه وتعالى، فبلاد الحرمين لها مكانة عظيمة في العالم الإسلامي خصوصًا، والعالم كله عمومًا، فيجب التنبه لهذا، وإلى مكانتنا في العالم، وإن نحافظ على ما ولانا الله عليه، وائتمننا عليه، ولا نتساهل أو نتسامح مع أهل الشر؛ بل علينا -دائمًا وأبدًا- الحيطة،


الشرح