×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

ولا شك أن أعداء الإسلام پر كزون على هذه البلاد أكثر من غيرها، لأجل أن ينشروا شرهم على الناس بواسطتها، ولكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد، إذا قام أهل هذه البلاد بما أوجب الله عليهم من صيانة الحرمين الشريفين من الشر كيات والبدع والمحدثات، وطهروها من هذه الآفات؛ فإنها هي القلب النابض للعالم الإسلامي، ومن ثم يجب على القائمين على هذه البلاد -وفقهم الله وأعانهم- أن يهتموا بهذا الأمر، وأن يخلو هذه البلاد من كل دعوة ضالة، ومن كل ملحد، ومن كل من يريد الشر بالناس.

فهذه البلاد لها خاصية ميزها الله بها على غيرها، وسييسر الله لهذه البلاد من يقوم عليها من حماة التوحيد، ودعاة الهدى، وأئمة الهدى؛ حتى يبقى الخير للناس كافة، ولا شك أن دعاة الفتنة، ودعاة الضلال يركزون على هذه البلاد، وير كزون على العقيدة، يركزون على نظام الحكم، يركزون على كل مورد من موارد الدعوة إلى الله ليكدروه، ولكن الله -سبحانه- يأبى ذلك، ويحمي بلاده وعباده، قال الله سبحانه وتعالى عن المسجد الحرام: ﴿وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۢ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ [الحج: 25].

فالله سبحانه وتعالى يحمي بلاده وحرمه الشريف، يحميهما من هؤلاء ويقيض لهما من يقوم على حمايتهما من الولاة الصالحين والدعاة المخلصين، فيجب على هذه الدولة -وفقها الله- أن تتنبه لهؤلاء وأن تُنقي هذه البلاد وما حولها، تُنقيها من شر هؤلاء، هذه البلاد ليست كغيرها، وإن كان غيرها من بلاد المسلمين كلها يجب تنقيتها وحمياتُها، ولكن هذه البلاد بالذات لأنها محط أنظار المسلمين، ومهوى أفئدتهم، 


الشرح