فهذه المساجد مشعات أنوار، ما رأيكم لو لم يكن هناك مساجد ماذا تكون حالة
البلد؟ فهذه المساجد من أكبر النعم على المسلمين، وليس المراد بناء المساجد فقط
وتشييدها أو زخرفتها، فإذا كانت المساجد متوسطة البناء وكان فيها كفاية لإيواء
المصلين؛ فإنها تكفي.
مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم كان عموده من جذوع النخل وسقفه من الجريد
والسعف، وكان منارة العالم، هذا المسجد منه شع النور في المشارق والمغارب مع أن
بناءه ليس بالفخم؛ فالعبرة فيما يلقى في المسجد وما يحصل، لا على بنائه فقط.
فالمساجد يجب العناية بها، ولا يكفي أن تبني المساجد وتُشيد، ولا يكون فيها
أئمة على المستوى المطلوب، لا بد أن يعد الإمام الذي ينفع نفسه، وينفع من وراءه،
لا بد أن يعتنى بشؤون الإمامة، ولا بد أن الإمام يهتم بهذه المسؤولية اهتماما
عظيما، ويحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى، ويحمد الله الذي وفقه وجعله إماما
للمصلين، قدوة في الخير وموجها إلى الخير، هذه نعمة وغبطة عظيمة إلى الأئمة.
نسأل الله وأن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا
محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
**********