×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

التوجيه السليم الذي ليس فيه إثارة، وإنما هو توجيه سليم، توجيه يصل إلى القلوب، هذا هو المهم للتنبيه على ما يحصل، وما يجد من الأفكار ومن الآراء، ومن المشاكل.

والآن الجو مشحون بالأفكار السيئة والانحرافات والكلام في أمور الدين من أعداء الدين، ومن المنافقين، ويدخل في البيوت وفي السيارات وفي كل مكان، فالإمام الآن بحاجة إلى الانتباه في هذه الأمور، ومعالجة هذه المشاكل العظيمة لإخراج المسلمين من هذه الفتن.

فهذه المساجد -ولله الحمد- لما فيها من الخير مناراتُ خير للمسلمين، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تبنى في البيوت -يعني: في الحارات- من أجل توزيع الخير على المسلمين، وعدم تكلفهم المشي الطويل، في كل حارة مسجد، وهذا المسجد بيت للعبادة وللعلم والتوجيه، بيت من بيوت الله سماها بيوته، وسماها مساجده، ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ [البقرة: 114]، ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧ [النور: 36، 37]، لم يقل: إنهم لا يبيعون ولا يشترون، بل قال: ﴿رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ، فالتجارة إذًا لم تلههم، فإنها زيادة خير إلى خير، بغ واشتر وتاجر بالمباح والحلال، لكن إذا حضرت الصلاة فأقبل على الصلاة لتجمع بين خيري الدنيا والآخرة، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٩فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ١٠ [الجمعة: 9- 10].


الشرح