أما ما يفعله بعض الأئمة -لا أقول إنهم كثيرون وعن اجتهاد منهم أيضًا-،
فهذا خلاف المطلوب، من إطالة الخطبة، وقد تكون فارغة من المعنى، فإن إطالتها سبب
في الانصراف عنها، فما بالكم إذا كانت فارغة من المعاني؟ فهذه الخطبة لا فائدة
منها، يطيلون الخطبة ويقصرون الصلاة، خلاف ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم
من إطالة الصلاة وإقصار الخطبة، بعضهم يخطب ساعة أو أكثر؛ بينما كان الرسول صلى
الله عليه وسلم يخطب في دقائق معدودة، والصلاة ينقرونها نقرا، ويقرؤون بها قراءة
خفيفة، هذا خلاف السنة التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالواجب التنبه لهذا، إعداد الخطبة إعدادًا جيدًا، وإلقاؤها بقوة وجزالة،
وإقصارها، حتى تكون مؤثرةً ونافعةً، فإذا كان الخطيب لم يبلغ إلى درجة إعداد
الخطبة، فإنه يختار من الخطب المطبوعة ما يراه مناسبا للموضوع الذي يريد أن يتكلم
عنه، يختار من الخطب الجيدة والموثوقة والمفيدة ويلقيها، ولا بأس أن يخطب بورقة،
لا بأس بذلك، أو يخطب ارتجالاً -إذا كان يستطيع-، فالأمر واسع في هذا.
المهم ما يُستفاد من الخطبة؛ ارتجالا أو من ورقة، والمهم موضوع الخطبة فهو
المطلوب.
فاحرصوا -وفقكم الله- على آداب الإمامة في الصلوات الخمس، وفي صلاة الجمعة
حتى يستفيد المسلمون من اجتماعهم في هذه الأوقات الخمسة، وفي صلاة الجمعة.
فالجمعة والجماعة دروسٌ للمسلمين عامة، دروس يومية وأسبوعية، ولو أن كل
إمام اعتنى بهذا الأمر؛ لاستفاد المجتمع وتفقه -لا سيما في أوقات الفتن والأهواء
والأفكار-، فالإمام يحرص على أن يوجِّه