لكن الاعتماد عليها وجعلها
هي مصدر التعلم، ويقال: تمنع المحاضرات أو لا حاجة إلى المحاضرات في المساجد ولا
إلى الدروس في المساجد؛ فهذا خطأ عظيم.
السؤال: يذكر عن عبد الله بن سبأ اليهودي، قوله: «أظهروا الطعن في أمرائكم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا
قلوب الناس»، هل يجوز العمل بهذه القاعدة، أم تترك لأجل أنها قاعدة سبئية فقط؟
الجواب: هذه القاعدة تُترك لأنها مخالفة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم من السمع
والطاعة والصبر على ما يحصل من الولاة من الأذى؛ لأن الصبر على ذلك وتحمله أسهل من
الفتنة ومن نقض عصا الطاعة وما يترتب عليه من سفك الدماء ومن ضياع الأمن، ومن
الخلل في الأمة، فهذا من ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما، كما أمر الرسول صلى
الله عليه وسلم: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ
لِلأَمِيرِ -وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ-؛ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ» ([1])، لأن هذه مضرة
فردية، لكن هي أخف من مضرة الاختلاف على ولي الأمر، وشق عصا الطاعة، وهذا ما يريده
الخبيث ابن سبأ ومن سار على نَهجه، يريدون تشتيت الأمة، وماذا استفاد المسلمون من
ابن سبأ وأتباعه إلا الخلاف وسفك الدماء والضياع.
السؤال: انتشر بين الناس ما يسمى بخاتم التسبيح؟
الجواب: هذا صدرت فيه الفتوى بمنعه، والذي يريد أن يسبح فالأمر -ولله الحمد- ميسر؛ يسبح بأصابعه وبالحصى كما ورد، ولا حاجة إلى التكلف.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1847).