×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

الثالث: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ؛ فلا يكفي أن يكون الإنسان عالمًا في نفسه، ومهتديًا في نفسه، لا يكفي هذا، بل يجب عليه أن يدعو الآخرين، ويوصيهم بالحق، هذه هي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

الرابع: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ؛ لأن الذي يدعو إلى الحق يؤذي، بل قد يُهدد، فيحتاج إلى الصبر، فيصبرون على ما ينالهم، كما قال لقمان لابنه: ﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ [لقمان: 17].

هكذا كانت دعوة الشيخ رحمه الله، قامت على هذه الأساسات العظيمة: على العلم، وعلى العمل، وعلى الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى الصبر على ما يترتب عليها من أذى الناس والمعارضين والمعاندين وهذا يحتاج إلى صبر، وإلا فمن لا صبر له لا يستطيع الاستمرار في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ [العصر: 3].

فدعوة الشيخ رحمه الله تتمثل هذه الصفات القرآنية؛ ولذلك نجحت ورسخت وأثمرت ولله الحمد، فالواجب القيام بهذه الدعوة، والاستمرار عليها، والصبر على ما يحصل بسببها أو في سبيلها، وهذه هي الطريقة الناجحة في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المؤمنين، ومن الداعين إليه على بصيرة، وأن يرزقنا وإياكم الصبر والإخلاص والجهاد في سبيله.


الشرح