قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ
عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ
آثَامِهِمْ شَيْئًا» ([1])، هناك دعاة ضلال،
كما أن هناك دعاة توحيد، ولكن فرق بين الدعاة والدعاة، وفرق بين الاثار لدعوة
الفريقين.
فدعوة الحق ينشأ عنها الحق والخير والصلاح، ودعوة الضلال ينشأ عنها الشر
والشبهات والانحرافات، وإلا فهناك دعاة ضلال كثير، وكل سيجازيه الله بحسب ما ورث
في الأمة، من خير أو شر، «مَنْ دَعَا
إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ
ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ
مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ
شَيْئًا»، نسأل الله العافية.
ولكن الدعوة -كما ذكرنا- تحتاج إلى علم، والعلم يحتاج إلى تعلم وتبصر،
ويحتاج إلى صبر.
قال الله:: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ
ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾ [العصر: 1- 3].
فهؤلاء ينجون من الخسارة بهذه الأمور الأربعة:
الأول: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ﴾؛ وهذا هو العلم النافع، والعقيدة السليمة؛ فالإيمان
يبنى على العلم والعمل.
الثاني: ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾؛ فالعلم لا ينفع بدون عمل؛ بل لابد من العمل مع العلم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2674).