×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

فهذا أمر يجب التفطن له، ودعوة الشيخ قامت على هذا الأساس، أول ما بدأ رحمه الله بالدعوة للعقيدة الصحيحة، ألف كتاب التوحيد الذي هو بين أيدينا الآن لتوحيد العبادة، ألفه وكل باب مبني على آية وحديث وكلام أهل العلم؛ لا كلامه هو فقط، فنفع الله بهذا الكتاب، وأفاد منه المسلمون وأفاد منه العلماء والطلاب، وألف ثلاثة الأصول وهي: معرفة الله جل وعلا ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، كل أصل له أدلة ولا شيء من أمور الدين إلا وله دليل يعتمد عليه؛ لكن يحتاج إلى بيان وتوضيح، ألف «كشف الشبهات» -أي الرد على الشبهات- التي يدلي بها المغالطون للدعوة الصحيحة، وبين خطأها واحدة واحدة، فكتاب التوحيد وكشف الشبهات كلاهما أساس يعتمده الدعاة إلى الله عز وجل وينشرونه للناس ويشرحونه للناس ويبينونه، هذا الأساس الذي تبنى عليه الدعوة.

والدعوة تحتاج إلى التدرج وإلى بيان وإلى توضيح، والبيان والتوضيح يحتاجان إلى علم وفقه، وإلا فكل يدعي القيام بالدعوة الآن، ولكن أين الآثار وأين الثمرات؟، لا نقول: إنه ليس فيها خير، بل نقول: فيها خير إن شاء الله، ولكن نريد منها أكثر من هذا، ولا يزال الناس الآن وكما تعلمون في جهلهم وفيما علق في عقيدتهم من شبهات ومن انحرافات، فهم يحتاجون إلى بيان وإلى التوضيح، وهذا يحتاج إلى علم ومعرفة وبصيرة.

فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أثمرت وجود هذه الأجيال التي نشأت عليها، وماتت عليها، أي: على التوحيد، ويرجع أجرها لهذا المجدد وهذا الداعية إلى الله عز وجل.


الشرح