إلا مروحته اليدوية التي
كان يحركها ويقول: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ
يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا﴾ [الطلاق: 2]؛ فقيض الله له من نصره، وامتدت دعوته وبقيت
وفيها الخير والبركة، وهذا نتيجة الإخلاص، ونتيجة أنها تقوم على علم وبصيرة، فلا
تقوم الدعوة إلا على علم، ﴿قُلۡ
هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف: 108]، ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ
رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ
أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125]، وهذا لا يكون إلا بالعلم.
فلا بد أن تكون الدعوة عن علم، وعن إخلاص ونية صالحة وهذا هو الأساس، وبذلك
تنجح الدعوة بإذن الله، والمسلمون بحاجة إلى الدعوة دائمًا وأبدا، فالدعوة تكون
للمؤمنين، فيدعون إلى الاستقامة وإلى التوبة، وإلى الإخلاص لله عز وجل، والكفار
يدعون إلى الدخول في دين الله عز وجل وإلى تصحيح ما عندهم من أخطاء.
فالدعوة تكون للمؤمنين أولاً، وتكون للكفار أن يدخلوا في دين الله، والدعوة
تسبق الجهاد في سبيل الله عز وجل، فالدعوة أولاً ثم بعدها الجهاد في سبيل الله.
الدعوة تقوم على هذين الأساسين، وهما:
- العلم أولاً: ﴿أَدۡعُوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠﴾ [يوسف: 108].
-وتقوم أيضًا على السلطة المؤيدة لها ثانيًا؛ بينما دعاة اليوم
ينفرون من ولاة الأمور ويبتعدون عنهم، فلما تبايع الإمام محمد بن عبد الوهاب مع
الإمام محمد بن سعود على الدعوة إلى الله، والجهاد في سبيل الله، جعل الله لذلك
أثرًا عظيمًا في هذه البلاد وامتد إلى غيرها ولله الحمد، وتطهرت العقيدة عما علق
بها من الشبهات والضلالات، وحصل الخير الكثير.