×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله سارت على هذا المنوال، لما بدأ الدعوة في بلد؛ وضيق عليه فيها أخرج منها، خرج إلى البلدة الأخرى وفي يده مروحة يدوية؛ يلوح بها ويقول: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ [الطلاق: 2، 3]، وأخذ يردد هذه الآية حتى قيض الله له من نصره وأعانه وقام معه؛ فبارك الله هذه الدعوة وجعل لها أثرًا عظيمًا في الأمة، وانتشرت حتى في خارج هذه البلاد -كما هو معلوم- فالمسلم يكون داعية إلى الله في أي بلد يذهب إليها، يكون داعية إلى الله أو بعمله، وأخلاقه وتعامله، كما يكون داعية بعلمه وفقهه وما أتاه الله من البصيرة، فيكون داعية إلى الله وبقوله وفعله.

دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بارك الله فيها، مع أنها قامت على يد رجل واحد، والآن هناك جمعيات للدعوة وهناك مؤسسات وميزانيات، ندعو الله أن يجعل فيها البركة والخير، ولكن يجب على القائمين عليها أن يتنبهوا لذلك، وأن يقوموا بهذا الأمر على الوجه المطلوب، وعلى السنة النبوية، وعلى مسيرة السلف الصالح، وعقيدة السلف الصالح.


الشرح