×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

وهو مأجور على ذلك؛ بل واجب عليه، أما من ينظر إليها لمجرد الاطلاع فقط؛ فهذا قد يبتلى بها، ولا يستطيع الخروج منها؛ بل يبتلى بها، فالإنسان يؤثر العافية، ومهما أمكن يقوم باجتنابها، وإن كان ولا بد ينظر إليها من أجل أن يرد عليها ويفندها؛ فله في ذلك الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى، ولكن بشرط أن يكون متضلعا بالعلم، متسلحا بالحجة الداحضة القوية التي تدحض حجج هؤلاء.

السؤال: أحسن الله إليكم، أنا طالب في المعهد العالي للقضاء، ما توجيهكم -حفظكم الله- لمن يزهِّدُ الناس والشباب في علماء هذا البلد الكبار، وخصوصًا هيئة كبار العلماء، ويصفهم بالرجعية وعدم معايشة الواقع وفهمه؟

الجواب: هذا شيء حصل على الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولنبينا صلى الله عليه وسلم بالذات من الذم والتنقص والتثبيط والتهديد، ولكنه صلى الله عليه وسلم وثق بربه، واعتمد على الله، وقام يدعو إلى الله، وهو رجل واحد في عالم يضطرب بأمواج الفتن والكفر والشرك، ولكن لما صبر وصح عزمه صلى الله عليه وسلم أيده الله بأصحابه، بأبي بكر وعمر وعثمان وعلى وبقية الصحابة والتابعين، فأظهر الله هذا الدين، قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ [التوبة: 33].

﴿بِٱلۡهُدَىٰ: هو العلم النافع. ﴿وَدِينِ ٱلۡحَقِّ: هو العمل الصالح.


الشرح