×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

الناس ليسوا كلهم سيقبلون منك، ويرتاحون لما تقول، بل لابد أن يقوم من يقوم ضدك، وأن يزرعوا الأشواك في طريقك، لا بد أن يبذلوا الأسباب التي تبعد الشعوب عن طريق الحق، لا بد أن يواجهوا الدعاة والمصلحين بما يعرقل سير الدعوة إلى الله عز وجل؛ ولكن الدعاة إذا صبروا على ذلك واستمروا في الدعوة واحتسبوا الأجر من الله فإن الله ينصرهم، وتكون العاقبة لهم.

كم عودي الأئمة من قبلنا؛ من السلف الصالح ومن جاء بعدهم؟ كم وُقف في طريقهم، كم شوهت دعوتهم، كم وكم؛ ولكنهم صبروا ولم يلتفتوا إلى هذه المعوقات؛ لأنهم لا يريدون المدح من الناس، وإنما يريدون وجه الله سبحانه وتعالى، ومن أراد وجه الله فإنه يصبر على ما يلقاه، ثم يكون النصر ويكون الفرج بعد الابتلاء والامتحان.

فهذا طريق الدعوة، وطريق الجنة -كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم - محفوف بالمكاره، وباب النار محفوف بالشهوات ([1]). فالذي يقوم بهذا الأمر ويدعو إلى الله لا بد أن يوطن نفسه؛ أنه سيعادل أنه سيحارب...؛ لكنه يصبر على ذلك.

على سبيل المثال: دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في هذه البلاد كم لاقت من الأعداء ومن شرهم ومن دسائسهم! ولكن الله نصرها وبقيت ولم تتأثر بما وضع في طريقها؛ لأنها على دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم -ولا نزكي على الله أحدًا-، ولكن إذا تأملتها وجدتها أنها على الطريق الصحيح، ولهذا كتب الله لها النجاح، وكتب الله لها البقاء، وكم من الدعاة غير الشيخ محمد من قبله ومن بعده،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2822).