×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

من كان على هذا الطريق الصحيح؛ فإنه يصل إلى النتيجة بإذن الله ولو طال الوقت. قال الله جل وعلا: ﴿فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ [الرعد: 17].

هكذا دعوة الحق تمكث في الأرض ولو لاقت ما لاقت من العراقيل، إذا صبر أهلها عليها فإن النجاح سيكون عاقبتها، وهذا شيء مشاهد من سير الدعاة إلى الله عز وجل الذين صبروا وجاهدوا وجادلوا بالحكمة والموعظة الحسنة، فكانت النتيجة أن الله نصر دعوتهم وأبقاها، وأذهب ما اعترض طريقها.

أين الذين اعترضوا طرق المصلحين والدعاة إلى الله؟ ماذا بقي لهم من الذكر؟ ماذا بقي لهم من الأثر؟ زالوا وزالت عراقيلهم معهم وبقيت الدعوة -ولله الحمد- نقيةً صافيةً ينتفع بها من الأجيال من أراد الله هدايته.

فهذا أمر واضح وأمر بيِّن، ولكن يحتاج إلى صبر على ما يلقاه، والابتلاء والامتحان جار بإذن الله: ﴿لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ [الأنفال: 42].

فهذا طريق الأنبياء والمرسلين والدعاة المخلصين إلى أن تقوم الساعة، ولكن كما وعد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ الله، لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3641).