×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 «مَنْ خَذَلَهُمْ»: هذا دليل على أنهم سيُخذلون، «وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ»: هذا دليل على أنهم سيخالفون حتى ممن يدعون العلم، «حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ».

فهذا طريق مسلوك -والحمد لله-، وطريق يكتنفه ما يكتنفه من الأذى ومن المعاداة، ولكن الذي يسير على الطريق الصحيح لا يضره من اعترضه إذا صبر وتوكل على الله سبحانه وتعالى.

والانحراف الفكري له أسباب:

أولها: الجهل بالدين، والجهل داء قاتل، فلا بد من العلم، والعلم لا يأتي عفوًا، لا بد من التعلم، والتعلم يحتاج إلى صبر؛ لأن طريقه طويل، يحتاج إلى صبر واحتساب. فإذا صبر الداعية إلى الله والمتعلم والعامل بطاعة الله؛ فإنه ينتهي إلى نتيجة طيبة وعاقبة حميدة؛ كما هو مشاهد في تاريخ الدعاة إلى الله عز وجل وقديمًا وحديثًا.

فهذا هو الطريق الصحيح لمن يريد أن يدعو إلى الله عز وجل وأن يصحح الأفكار المنحرفة، ولا يمكن أن تصحح الأفكار المنحرفة إلا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ» ([1])، ولكن الذي يتمسك بالكتاب والسنة -في مواجهة الكثير من الخلق الذين يعارضونه ويقفون في طريقه- يحتاج إلى صبر كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكون كالقابض على الجمر أو على خبط الشوك ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والحاكم رقم (319)، والبيهقي رقم (20337).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (9073)، والترمذي رقم (2260).