فلابد أن يصبر على هذا، ولا بد أن تكون العاقبة الحميدة له بإذن الله، سواء
بقي على قيد الحياة، أو قدم إلى الله وبقيت دعوته ينتفع بها أجيال قادمة، المهم
أنك تزرع الخير؛ والحصاد لا بد أن يأتي ولو متأخرًا.
فعلى الدعاة إلى الله أن يعملوا بهذا، أي الذين يصححون الأفكار المنحرفة،
فالأفكار المنحرفة لا تصحح إلا بالعلم النافع والعمل الصالح والصبر والاحتساب،
وهذا طريق السابقين وطريق اللاحقين إلى يوم القيامة، طريق مسلوك وطريق واضح لكن
يكتنفه من جوانبه أعداء، ويكتنفه عقبات، لكن لا تضر هذه الأمور مع الصبر والاحتساب
والاستمرار، فتصحيح الفكر يحتاج إلى صبر، يحتاج إلى علم أول شيء، كيف تصح وأنت ليس
عندك شيء من العلم؟ ولا بد أيضًا من إصلاح النية؛ لأن هناك من يزعمون أنهم يدعون
إلى الله؛ هناك جماعات وجماعات تسمي أنفسها: «جماعة
الدعوة»، ولكن أين الأثر الذي يترتب على ذلك؟! هذا -والله أعلم- نظرًا لاختلاف
النيات والمقاصد، فلا بد من النية الصالحة والخالصة لوجه الله؛ ولو كان الداعية
واحدًا.
الداعية إلى الله لا يريد أن يُمدح، لا يريد أن يُثنى عليه، لا يريد أن
يرحب به، بل يصبر على ما يناله، ويصبر على ما يعترض طريقه إلى الله سبحانه وتعالى،
والموعد عند الله سبحانه وتعالى، فعند الله تجتمع الخصوم، ولكن لا بد أن نصبر على
ما أصابنا في طريق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
الفكر المنحرف لا يمكن إصلاحه إلا بعلم الكتاب والسنة، أما أن تصلحه بفكر
فلان أو قول فلان، فهذا لا ينفع أبدًا،