×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 إنما الذي ينفع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي أصلح الله به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمعهم عليه، كما قال جل وعلا: ﴿وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٢وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٣ [الأنفال: 62، 63]، فلا يؤلف بين القلوب المدح والثناء، أو يؤلف بين القلوب الأموال التي تبذل، ما يؤلف بين القلوب إلا الكتاب والسنة، والذي تألف عليه المهاجرون والأنصار، والذي سارت عليه الأمة إلى وقتنا الحاضر.

فهذا هو الطريق الصحيح لتقويم الفكر المنحرف، لا بد أن يكون هناك دعاة إلى الله عز وجل، فالافتراق إنما يأتي لأسباب، أولها: الجهل، والجهل داء قاتل.

ثانيًا: دعاة الضلال الذين يروجون للأفكار المنحرفة ويزينونها حتى تصبح كأنها أفكار صحيحة بسبب التزييف وبسبب الأمور التي يبذلونها، لكن هذه الأمور لا تنفع، هذا كالسراب الذي يزول مع الشمس، فالضلالات كلها من السراب، والحق مثل الشمس التي تزيل هذا السراب وتضيء الكون والطرق للناس، فهذا أمر -ولله الحمد- معلوم، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ» بهذا الشرط، «لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ». قال صلى الله عليه وسلم: «لا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ الله، لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ تبارك وتعالى وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ».


الشرح