وهؤلاء هم الذين تمسكوا
بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علمًا وعملاً، وقاموا بالدعوة إلى الله
على بصيرة وعلى بينة، فهؤلاء هم الذين تكون العاقبة لهم ولدعوتهم -بإذن الله-.
والإمام مالك رحمه الله يقول: «لا يُصلِحُ
آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها»، ما هو الذي أصلح أولها؟ كتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم. إذن لا يصلح آخر هذه الأمة إلا كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم، ولكن لا بد من تعلم الكتاب والسنة، لا بد من التفقه في كتاب
الله، قال الله جل وعلا: ,﴿أَدۡعُوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ﴾ أي على علم، ﴿أَنَا۠
وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]. هذه
طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم: كما وصفها الله سبحانه وتعالى، وهي طريقة من
اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة.
كثيرًا ما نسمع دعوات وجماعات، ونسمع مراكز، ونسمع كثيرًا، لكن أين الآثار؟
الآثارُ قليلة أو مفقودة، ولكن لما يقوم رجل واحد مخلص لله عز وجل ويدعو إلى الله
على بصيرة؛ يغني عن هذه الجماعات كلها، رجل واحد يغني عن هذه الجماعات إذا كان على
بصيرة وعلى علم وعلى إخلاص في نيته لله عز وجل، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه
الله عند قوله تعالى: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ
سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ﴾، قال: «فيه الإخلاص في الدعوة»؛ لأن بعض الناس إنما يدعو إلى نفسه !
انتبهوا؛ بعض الناس إنما يدعو إلى نفسه، لا يدعو إلى الله. هذا هو الذي يفشل، وأما
الذي يدعو إلى الله هذا هو الذي ينجح، وهذا هو الذي يجعل الله في دعوته البركة
ويكتب لها البقاء؛ لأنها دعوة خالصة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فلا يعالج الفكر المنحرف إلا بالعلم النافع، والعلم النافع لا يأتي عفوًا،
بل لا بد من نشر العلم بالتعليم والتوجيه وبذل لأسباب، العلم النافع الذي به
يستنير طريق الدعوة إلى الله عز وجل،