×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 فهذا هو الطريق الصحيح الذي يعالج به الانحراف الفكري: أولاً: العلم. ثانيًا: الدعاة المخلصون، والمعلمون الناصحون الذين يوجهون إلى الطريق الصحيح، وإلى الفكر الصحيح هؤلاء هم الذين يكتب الله تعالى لهم الأثر الباقي والنفع العام للمسلمين. فهذا أمر يجب التنبه له.

كثيرًا ما نسمع عن دعاة وعن جماعات دعوية وعن ميزانيات ضخمة، لكن أين الآثار؟! الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لما أخرج من البلد الأول الذي بدأ الدعوة فيه ذهب يمشي في الشمس وفي الرمضاء، ليس معه إلا مروحته اليدوية يومئ بها ويقول: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا [الطلاق:2]، يردد هذه الكلمة: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا، فجعل الله له مخرجًا وأيده بالمناصرين له من هذه الدولة المباركة «دولة آل سعود»، التي قبلت هذه الدعوة وعاهد إمامُها محمدُ بن سعود عاهد الشيخ على النصرة وعلى بذل المجهود معه، فكتب الله لهذه الدعوة هذا النجاح الذي تشاهدونه، وسيبقى -إن شاء الله- لأنها دعوة مخلصة.

وليس هذا خاصًّا بشيخنا الشيخ محمد، بل كل من سلك هذا السبيل فإن الله يمده بالنصر والتوفيق وإن تأخر هذا، وإن تأخر النصر، وإن تأخر التمكين، فإنه قادم -بإذن الله- ما دامت الدعوة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ونحن -والحمد لله- على طريق صحيح وعلى منهج سليم، ولكن لا نقتصر على أنفسنا ولا نقتصر على بلادنا، بل لا بد أن نمدد هذا الخير، نحن مسئولون عن العالم كله، مسئولون أمام الله عن العالم كله، لماذا لم ندع إلى الله، لماذا لم نبين للناس؟ سيسألنا الله جل وعلا عن ذلك. هناك من يقول: أنا ليس لي شأن بالناس!!


الشرح