×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

أنا إذا صلحت بنفسي لا علاقة لي بالآخرين !! والله جل وعلا قال: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ [العصر: 3]، ما يكفي أنك تكون صالحًا في نفسك، قال تعالى: ﴿ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ، ثم قال: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ.

فهذا طريق واضح -ولله الحمد-، لكن يحتاج إلى صبر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يأتي في آخر الزمان يكون القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر. فيحتاج إلى صبر، يحتاج إلى ثبات، يحتاج إلى احتساب، هذا هو الطريق الصحيح، وهذا هو المنهج السليم، وهذا هو الذي نصر الله به أول هذه الأمة وينصر به آخرها، كمال قال الإمام مالك: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها».

هذا هو الطريق الصحيح والمنهج الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو طريق الدعاة المخلصين الناصحين الذي لا طريق غيره.

كل الطرق ستنسد، وكل الطرق ستذهب وتنقضي. أين الدعاة الذي أرغَوا وأزبدوا في العالم وبذلوا الأموال، أين هم وأين دعوتهم؟ الدعوة الصحيحة باقية، فلا بقي إلا دعوة الحق، هي التي نجحت وأثمرت، واستمرت وستستمر -بإذن الله-، ولكن تحتاج إلى ملة، والحملة لا بد أن يتعلموا في المساجد في المدارس والجامعات، أينما وجد العلم يتعلمون العلم؛ حتى يقوموا بهذه الدعوة على بصيرة وعلى بينة، وحتى ينفع الله بجهودهم وإخلاصهم.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لمعرفة الحق والعمل به والثبات عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

**********


الشرح