الأسئلة
**********
السؤال: من المعلوم أن الإمام محمد بن عبد الوهاب وطلابه وأبناءه من بعده قد
اجتهدوا في الدعوة بالكتاب والسنة، وصبروا وثابروا على ذلك حتى سلموها لمن بعدهم،
وهكذا إلى يومنا هذا، حتى وصل الدور علينا، فما نصيحتكم لنا كدعاة وخطباء في بيان
هذه الدعوة المباركة ونشرها للناس.
وآخر يقول مقابل لذلك: أُشهد الله على محبتكم فيه، وأسأله أن يجمعنا بكم في
الجنة، نرى قصورًا من الخطباء والدعاة في بيان مسائل التوحيد والاتباع -مع حاجة
الناس إلى ذلك- فنرجو من سماحتكم توجيه كلمةٍ حول هذا الموضوع.
الجواب: لا شك أن خطباء المساجد، والمعلِّمين في المدارس عليهم مسؤولية عظيمة، والخطابة في المساجد ليست مجرد كلام يقال، ليس المراد منها أنك تصعد المنبر وتقول ما تشاء من الكلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم كانت خُطبه كلماتٍ معدوداتٍ مباركاتٍ، وكان صلى الله عليه وسلم ينبه في الخطبة على الأخطاء التي تقع، فيقول فيها: «مَا بَال أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا!» ([1])؛ فالخطيب ينبغي أن يتنبه للأخطاء التي تقع في المجتمع، وينبه عليها بالحكمة والموعظة الحسنة. لكن بعض الخطباء يسرح ويمرح في الآفاق، ويأتي بمشاكل الدول الأخرى! وينسى الأخطاء التي في جماعة مسجده، وهذه ليست بخطبة، بل هي كلام لا ينفع، إنما الخطبة تكونُ مشتمِلةً على أركان الخطبة، ويتحرى فيها الأخطاء الواقعة حوله وفي بلده،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1401).