×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

كل هذه أمور يتطلبها الموقف من الخطيب والمدرس والداعية إلى الله سبحانه وتعالى، فليكن ذلك على بال الجميع دائمًا وأبدًا.

هناك مدرسون انطبع كلامهم في قلوب تلاميذهم، وبقي تأثيره فيهم نتيجة لإخلاصهم وصلاح نيتهم واستعدادهم للعلم النافع والقدوة الحسنة، وهناك أناس لا يتعدى كلامهم حناجرهم؛ لأن ذلك حسب النية والقصد، حسب الاستعداد والاهتمام لهذا الموقف، فأنتم تقرؤون الخطب وتسمعون التسجيل، وتدر كون منها قيمتها، فعليكم أن تستعدوا لذلك قبل الوقوف. وقد ظهر الشيب في بعض خلفاء بني أمية سريعا، فقيل له: كيف بادرك الشيب؟ فقال: كيف لا أشيب وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة؟؛ فهو يهتم لهذا ويحسب له حسابه، وأنتم تقرءون قوله تعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ [ق: 18]، محفوظ عليك كلامك، محصى عليك كلامك، فليكن كلامك مؤثرا ومفيدا وبنية خالصة صالحة لله عز وجل حتى يُستفاد منك، وحتى يبقى كلامك في قلوب الناس، وحتي يتناقله الناس جيلاً بعد جيل، فخطب الخلفاء الراشدين، وخطب من جاء بعدهم من سلف هذه الأمة لا تزال في أذهان المسلمين وفي قلوبهم إلى الآن، فنرجو من الله أن يعينكم وأن يوفقكم وأن يصلح نياتنا ونياتكم فيما نقول ونعمل، وكل كلمة تقولها لا بد أن سأل عنها أمام الله سبحانه وتعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ، فلتحسن نيتك وقصدك وتستعد للموقف بالعلم المفيد، والتوجيه السليم، وصلاح النية حتى يبقى لك أثر طيب في الأمة، تؤجر عليه،


الشرح