×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

وليتذكر قوله تعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ [ق: 18]، فيخلص النية لله عز وجل، وليستعن بالله، وليستعد بما يسر الله له من التحضير الجيد؛ معتمدًا على المراجع المفيدة، وإذا صلحت نيته واجتهد في الوصول إلى الحق، أعانه الله.

السؤال: بعض الدعاة -وللأسف الشديد- اشتغلوا بالقيل والقال، وهذا فيه وهذا ما فيه، واشتغلوا عن الأصل وهو تعليم الناس دينهم، وشرح كتب السلف، وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فما توجيهكم لهؤلاء الدعاة، وبعض الخطباء بدءوا يفتون الناس بفتاوى مخالفة لفتاوى هيئة كبار العلماء، وكالتساهل في صلاة الجماعة وغير ذلك من الفتاوى، فما توجيهكم حفظكم الله؟

الجواب: توجيهنا لأنفسنا -ولهم ولكل مسلم- أن يتقوا الله سبحانه وتعالى فيما يقولون، وفيما يفعلون، لينظروا ويتذكروا في موقفهم أمام الله سبحانه وتعالى، قبل أن ينظروا في موقفهم أمام الناس، فيخلصوا النية لله ويستعدوا ويحضروا الكلام الطيب والمفيد، وهذا ما يجب عليهم ويتطلبه الموقف، ولا يحشوا خطبهم بالقيل والقال، وما حدث في العالم، وما يحدث في العالم، أنت أيها الخطيب أمامك عدد محصور وأنت مسؤول عنهم، فوجههم وعلمهم، أما أنك تطيش في مشكلات العالم وتريد أن تعرضها على الحاضرين، وهم ليس لهم شأن بها، وليسوا مسؤولين عنها، فعليك أن تعتني بمن أمامك، وتحل مشاكلهم، وتستمع إلى أسئلتهم وتفيدهم عنها؛ فأنت مسؤول عنهم، فعليك أن تعتني بهم، وأن تختار لهم القول المفيد والنافع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح، وهو متوفر وميسور ولله الحمد.


الشرح