ولا شك أن المسؤولية تبدأ
من البيوت أول شيء، فيكون صاحب البيت ولا على من في بيته بالتوجيه والتربية
والتعليم، قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا
أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ
عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرَّقُوا بَيْنَهُمْ في
المَضَاجِعِ» ([1])، هذا واجب صاحب
البيت، ثم واجب إمام المسجد وخطيب المسجد بعد صاحب البيت أن يقوم على توجيه جماعته
وتفقدهم ومناصحتهم وتعليمهم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم ويفعل مع من يصلي
معه في مسجده، فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم كان مدرسة عالمية، وكل مساجد
المسلمين تحذو هذا الحذو، فكلها دور تعليم، ودور تربية، ودور إصلاح للمجتمع؛ فإذا
صلح البيت واستقام إمام المسجد وخطيب المسجد وعرف مسؤوليته وتفقد الناس وعلم الناس
ووجه الناس، وتابع الناس، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ
فَتُقَامَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى مَنَازِلِ قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ
فَأُحْرِّقَ عَلَيْهِمْ» ([2]). هذه الأوكار التي
تؤوي المتخلفين عن صلاة الجماعة تحرق بالنار؛ بدليل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم،
فهذا كله يحثنا على تحمل المسؤولية العظيمة التي تلقيناها ممن قبلنا، ومن كتاب
ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وسيرة سلفنا الصالح، فعلينا أن نعرف مكاننا
وموقفنا ومسؤوليتنا، ولله در القائل:
قد هيئوك لأمر لو فطنت له **** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6756).