فليس لهذا الدين بعد الله سبحانه وتعالى إلا جنود الإسلام، إلا علماء
الإسلام، إلا هذه الجامعات المباركة، وأنتم -والحمد لله- هيأتم أنفسكم وجئتم إليها
لغرض شريف؛ لتحملوا هذه المسؤولية وهذه الأمانة، وتدافعوا عن دينكم، وعن كتاب ربكم
وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وعن منهج سلفكم الصالح حتى يستمر، قال صلى الله
عليه وسلم: «لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي
أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ الله، لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ
خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» ([1])، فكونوا منهم، من
هذه الطائفة المباركة لتحظوا بهذا الثواب الجزيل، وهذا الشرف الكبير، فأنتم الآن
هيأتم أنفسكم لتحمل هذه الأمانة، وهذا العبء الذي إذا استعنتم بالله على حمله
أعانكم وسددكم، والله قريب مجيب. وما أشرف أن يكون المسلم من جند الله الذين قال
الله فيهم: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا
لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ﴾ [الصافات: 173]، فكونوا من جند الله الغالبين بتعلم
العلم النافع، ومعرفة المنهج السليم وتعليمه.
وتعلمون ما تعج به الدنيا الآن من الفتن، ومن الدعايات المضللة، ومن البرامج الكثيرة التي تحمل كل شر وكل فتنة، ولا مقاوم لها بعد الله إلا أنتم وإخوانكم من طلاب الجامعات الإسلامية، فأنتم جنود الإسلام إذا أخلصتم النية واجتهدتم في العمل والتعلم، وفي العلم والتعليم والتوجيه والدعوة إلى الله عز وجل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3641).