×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

وأيضًا عليهم أن يتابعوا أولادهم إذا خرجوا من البيت من يصاحبون ومن يجالسون، الاستراحات هذه فيها شر كبير؛ لأنها مسارح في الغالب وليست كلها؛ فيها أماكن يستغلها الأن ويغزونها؛ فعلى الآباء أن يتنبهوا لذلك، وأن يراعوا أبنائهم في البيت وخارج البيت، فهم تحت مسؤوليتهم ورقابتهم، وكما قيل:

ومن رعى غنما في أرض مسبعة **** ونام عنها تولى رعيها الأسد

فأنتم الآن في حظائر سباع إن لم تنتبهوا لأولادكم ولمن تحت أيديكم وتحافظوا عليهم، لا شك أنه عمل شاق، ولكن يحتاج إلى صبر، ومن صبر أعانه الله عز وجل، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ [النحل: 128]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ [البقرة: 153]، فاستعينوا بالله واصبروا، وعليكم بالصبر والاحتساب، وكلما اشتد الخطر يشتد الحذر.

السؤال: هذا الدولة المباركة بكل قطاعاتها تقوم بدور كبير لمحاربة الإرهاب، وبالذات العاملين في القطاعات الأمنية والعسكرية، ما الدور الذي يمكن أن تقدمه مؤسسات المجتمع، والجامعات على وجه الخصوص نحو هذه الفئة الغالية على نفوسنا؟

الجواب: لاشك أن كل مسلم فإنه رجل أمن، كما قال سمو الأمير نايف رحمه الله: كل مؤمن فهو رجل أمن في هذه البلاد، فليس الأمر مقتصرًا على الرسميين، فكل عليه واجب نحو أبنائه، نحو إخوانه، نحو مجتمعه، أن يكون عضوًا صالحًا مصلحًا في هذا المجتمع، وأن تتعاون الهمم، ولو يحصل تلاقي بين الجبران، وأهل البلد، وعرض للمشاكل وتدارس لحلها؛ لكان في ذلك الخير الكثير.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين

**********


الشرح