×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 ولكن معنا ما يقينا من شر الأعداء إن تمسكنا به، وهو سلاح فتاك، وهو كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

السؤال: معالي الشيخ، في نظركم ما السبب الرئيس المخل بالأمن أيًّا كان نوعه، وبالذات الأمن الفكري، وكيف نواجه ذلك؟

الجواب: نعم، الأمن الفكري مُهدد بلا شك، وذلك من دعاة الضلال، ومن أصحاب الأفكار الهدامة، هذا شيء معروف ومشاهد، ولكن معنا ما يدفع هذا كما ذكرنا، وهو أن نتمسك بكتاب الله، وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن نحصن أبناءنا، ونعلم أبناءنا التمسك بهذا الكتاب وهذه السنة المطهرة، وننشئ أبناءنا على ذلك من سن التمييز كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم، وكل مولود يولد على الفطرة وهي الإسلام، كما قال جل وعلا: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ [الروم: 30]، فنحن مُتخطفون، أبناؤنا كما تعلمون تتخطفهم الأفكار بسائر الوسائل الدقيقة: الجوالات، في المحطات، في المواقع، في الصحف والمجلات، ودعاة الضلال الذين يندسون بيننا، وينشرون أفكارهم فالأمر خطير جدًا، أنت مثلاً تغلق على أولادك بالليل، وهم على مراقدهم، وتطمئن، ولكن يتصل بهم وهم على مراقدهم، تغزوهم الأفكار وهم في جوف بيتك، تغزوهم الأفكار من هذه المواقع الشريرة، ومن هذه الجوالات وهم في داخل بيتك، ولكن إذا استعنت بالله، واعتصمت بالله أعانك الله وحماك وحفظك، ﴿ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ [الأعراف: 128].


الشرح