×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 وهو الملك عبد العزيز رحمه الله، وبتخطيط ورعاية وتوجيه من سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم المفتي العام رحمه الله، وأيضًا بعمل دءوب من القائمين عليها، منذ تأسيسها وإلى الآن، وإلى ما بعد الآن -إن شاء الله-، هذه الجامعة جامعة مباركة تخرج منها الوزراء، وتخرج منها القضاة، والدعاة، وتخرج منها علماء اللغة، وعلماء الشريعة، وعلماء أصول الدين، وكل هذا من تيسير الله سبحانه وتعالى، ومن بركة هذه الجامعة العريقة التي نرجو أن تكون أسست على البر والتقوى، ولا يعني هذا أن الجامعات الأخرى في المملكة ليس لها جهود، بل لها جهود موفقة ونافعة كل جامعة بحسبها، فالمجتمع بحاجة إلى التخصصات النافعة في الدين والدنيا، ولكن هذه الجامعة جامعة مباركة؛ ظهر ذلك من آثار خريجيها فيما يقومون به من نفع للأمة، على هدي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهما المصدران الوحيدان للدين والدنيا وما ينفع الناس، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ الله وَسُنَّتِي» ([1])، فكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بأيدينا، وفي مناهجنا الدراسية، وفي حلقات العلم في المساجد وفي غيرها، كلها تنهل من هذين المصدرين: الكتاب والسنة، وهذا من لطف الله بنا ومن تيسيره ورحمته بنا.

العالم الآن -كما تسمعون- تعج به الأفكار المتطرفة والمنحرفة، وأهل الشر يصولون ويجولون ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ [التوبة: 32]، فالحمد لله رب العالمين، نحن على بصيرة من أمرنا، وعلى هدي من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،


الشرح

([1])  أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والحاكم رقم (319)، والبيهقي رقم (20337).