وهذا يتمثل في مناهج الدراسة في هذه المملكة المباركة، من الابتدائي إلى
الدراسات العليا، وهي تنهل من كتاب الله، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن
هدي السلف الصالح، مما ظهر أثره على هذه الجامعة وأمثالها، وسيستمر بإذن الله،
ونحن -والحمد لله- نعيش في سعادة وطمأنينة وخير على هدي من كتاب ربنا وسنة نبينا
صلى الله عليه وسلم وسيرة سلفنا الصالح، وقد قال: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ
يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله وهم كذلك» ([1])، الحمد لله، هذه
الجامعة وأمثالها وكل مرافق التعليم في هذه البلاد كلها تنهل من هذا المنهل الصافي
العذب المبارك: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتسير على منهج السلف
الصالح، وعلى منهج الطائفة الباقية المنصورة إلى أن تقوم الساعة بإذن الله، فالله
تكفل بحفظ هذا القرآن والسنة، قال جل وعلا: ﴿إ إِنَّا
نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، الحمد
لله، القرآن بين أيدينا لم يغير منه حرف واحد كما أنزله الله سبحانه وتعالى، محفوظ
بحفظ الله ﴿وَإِنَّا لَهُۥ
لَحَٰفِظُونَ﴾، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم والتي هي بيان للقرآن
محفوظة بحراسها من علماء الحديث.
كانت الأمم السابقة من اليهود والنصارى مستحفظين على ما بأيديهم من كتاب الله، استحفظهم الله على كتابه فضيعوه وحرفوه، وبدّلوا وغيّروا إلا هذا القرآن الكريم، فإنه باق كما أنزله الله لم يغير ولم يبدل، غض طري كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الله لم يستحفظ عليه البشر، وإنما حفظه هو قال: ﴿وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ فالله هو الذي حفظه، ورد عنه كيد الكائدين الذين ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 32].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1920).