×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

نسأل الله جل وعلا أن يمسّكنا بهذا الكتاب، فالكتاب محفوظ، ومن تمسك به فهو محفوظ لكن المشكلة من أفلتت يده من هذا الكتاب، فإنه هالك، ولا يهلك على الله إلا الخاسرون، فنحن لا نخشى على القرآن أن يبدل، أو أن يغير، أو أن يضيع، لأن الله تكفل بحفظه، ﴿فَٱللَّهُ خَيۡرٌ حَٰفِظٗاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ [يوسف: 64]، وإنما نخشى على أنفسنا لأننا إذا فرطنا في هذا الكتاب؛ وضيّعنا هذا الكتاب؛ ضعنا وخسرنا، كما قال تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38]، فقيض الله لهذا الكتاب من يقوم به، وهم أهل السنة والجماعة، أهل الحق سواء كانوا في المشرق، أو في المغرب، أو في أي مكان؛ يقيض الله لهذا الكتاب من يحفظه ويقوم عليه ويبلغه للناس، فالكتاب محفوظ لا نخشى عليه ولكن نخشى على أنفسنا أن تفلت أيدينا من هذا الكتاب فنهلك، والله جل وعلا ليس بينه وبين أحد من عباده نسب، وإنما النسب هو العمل الصالح، والتوجه السليم الرشيد المنبثق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهدي السلف الصالح، وهذا لا يزال والحمد لله موجودة، ولكن إذا فرط فيه قوم نقله الله إلى قوم آخرين، قال تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38].

والحمد لله هذه الجامعة وأمثالها وكل دور التعليم -ولله الحمد- في هذه البلاد مناهجها قائمة على الكتاب والسنة من الابتدائي إلى الدراسات العليا، والعقيدة: عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح هي عقيدة هذه البلاد، والعمل على الكتاب والسنة والحمد لله هو منهجها، وهذه نعمة من الله تذكر فشكر، ونحرص عليها ونتواصى بها، نعمل بها ونتواصى بها.


الشرح