وهكذا يجب على من جاء بعدهم من ولاة أمور المسلمين أن يأخذوا بهدي صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يصلح الأمر وتستقيم أمور الدين والدنيا، فهذا
واجب ولاة الأمور، وما قام به إمامنا وولي أمرنا في قتال هذه الطغمة الفاسدة صلح
أمرنا، وسلم ديننا، ﴿وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ﴾ [الأحزاب: 25]،
يعني: استمرار القتال، فهذا هو المسلك الصحيح لهذه الأمة بعد نبيها محمد صلى الله
عليه وسلم حتى يستقيم هذا الدين، ويسلم من طعن الطاعنين، فلولا الجهاد في سبيل
الله لما بقي هذا الدين، هذا الدين إنما يقوم على الجهاد في سبيل الله عز وجل،
بقمع المفسدين، وحماية هذا الدين.
فالواجب على ولاة أمور المسلمين في هذه البلاد وفي عموم بلاد المسلمين:
الاستمرار على هذا المنهج السليم الذي أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم، واستمر
عليه المسلمون، فالجهاد باق، ولا ينقطع الجهاد إلا آخر الزمان، عند قيام الساعة،
فالجهاد باق إلى أن تقوم الساعة لحماية هذا الدين، وحراسته، واستمراره للمسلمين.
فالواجب على المسلمين أخذ هذه العقيدة من كتاب الله، ومن سنة رسوله صلى
الله عليه وسلم، وما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عليه خلفاؤه
الراشدون؛ حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، فإن بقاء هذه الأمة ببقاء دينها،
وصلاحها بصلاح دينها، وهذا لا يحصل عفوا، وإنما يحصل بالجهاد في سبيل الله حتى
يكون الدين لله، قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ﴾ [الأنفال: 39]،
فهذا هو الذي أوصى به الله، وأوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الذي تصلح به
هذه الأمة في دينها ودنياها.