الجواب: هذا لا يجوز، هذا تفريط وليس توكلا على الله، لا بد مع التوكل على الله من
بذل الأسباب النافعة، فلا يكفي التوكل على الله بدون الأسباب النافعة، ولا تكفي
الأسباب النافعة بدون التوكل على الله، فلا بد من الجمع بين الأمرين، هذا هو طريق
النجاة، وطريق السلامة، وطريق الخير، وطريق الهداية.
السؤال: أحسن الله إليكم معالي الشيخ، قد يفهم البعض أن التواصل بين الأقارب لا بد
أن يكون بشكل مباشر، كيف يقنع الناس بأن التواصل بين الأقارب يمكن أن يكون من خلال
الهاتف، ولاسيما ما يعيشه الناس في وقتنا الحاضر وفي هذه الأزمة، نسأل الله أن
يرفع البلاء؟
الجواب: التواصل المباشر إذا حصل فالحمد لله، وإذا لم يحصل فإنه يكفي التواصل بوسائل التواصل النافعة والمفيدة، فلا يجوز ترك هذه الوسائل، ويقال: لا بد من التواصل بالفعل دون القول، فالتواصل بين الناس بكل وسيلة مفيدة نافعة، وهذا من فضل الله، أن أوجد لنا هذه الوسائل التي تنشر الخير وتبث العلم، هذا من فضل الله، ومن علامات بقاء هذا الدين، واستمرار هذا الدين، فالآن الصلاة تصلى في المسجد الحرام وتبث إلى العالم الإسلامي بل العالم بعامة حتى يعرفوا هذا الدين، وحتى يكونوا على بصيرة منه، فهذه الوسائل فيها خير، وفيها نعمة، وفيها منفعة لا ينكرها إلا إنسان مكابر، فهذه طريقة الخوارج، الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «يَمْرُقُونَ مِنَ الإِْسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» ([1])، فقد حذرنا صلى الله عليه وسلم منهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3611)، ومسلم رقم (1064).