فيقال لهم: ليس من علم كمن
لا يعلم؛ فتنبهوا لهذا، والعمل الصالح مع قليل من العلم يبارك الله فيه، وأما
العلم الكثير مع عدم العمل؛ فإنه هباء منثور، وصاحبه يعذب قبل عبدة الأوثان.
فعالم بعلمه لم يعملن **** معذب من قبل عباد الوثن
فتنبهوا لذلك، وفقنا الله وإياكم، فلنتنبه لهذا كلنا، فلنتنبه إلى أن العلم
الشرعي مقرون مع العمل الصالح، وأن يكون القصد من طلب العلم هو العمل، لا يكون
القصد من طلب العلم الحصول على الشهادة أو الإجازة، فهذا مطمع دنيء، وخيبة وخسارة
وتعب بلا فائدة، فلنربط نية طلب العلم مع نية العمل به؛ حتى يكون لتعلمنا فائدة
وثمرة ونتيجة.
والعلم ليس حكرًا على أحد، العلم للجميع، فمن علم شيئًا فلا يخزنه ويسكت
عليه، بل لا بد أن يبينه للناس، وأن ينفع الناس به، وأن يوجه، وأن يعلم، وأن ينصح،
وأن يذكر، هذا هو المنهج السليم في طلب العلم، فطلب العلم المقرون بالعمل الصالح:
علم نافع وعمل صالح، هذا الغاية من طلب العلم؛ فالتعب في طلب العلم راحة، وطالب
العلم كأنه في جنة، كما قال الإمام الصنعاني رحمه الله:
كأننا إذا ما مجلس العلم ضمنه **** نكون على التحقيق في
جنة الخلد
لذة عظيمة لا تعدلها لذة، هذا هو المقصود من طلب العلم، فلنخلص النية الله،
ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم صلاح القول وصلاح العمل وصلاح النية، وأترك المجال
للأسئلة.
**********