فعليكم بحفظ الوقت فيما توجهتم له وهو طلب العلم، سواء كان ذلك من خلال الدروس المقررة، أو من خلال المطالعة في الكتب النافعة، أو من خلال حضور المحاضرات النافعة، فطالب العلم أينما وجده أخذ، في أي مجال وهناك كما في الحديث ملائكة سياحون فإذا وجدوا حلق الذكر ومجالس العلم قال بعضهم لبعض: هلموا إلى بغيتكم ([1])، فيجلسون مع طلاب العلم، مما يدل على أهمية العلم الشرعي الذي يقوم عليه هذا الدين، فأخلصوا النية وجدّوا في الطلب، وتعاونوا على البر والتقوى، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر، لا شك أن طلب العلم شاق ويحتاج إلى صبر، ويحتاج إلى حفظ الوقت، ويحتاج قبل ذلك إلى إصلاح النية والقصد، وأنتم كذلك -إن شاء الله-، ومجال الخير مفتوح أمامكم، فليس المقصود من العلم اختزانه في الصدور، فهذا العلم ليس لك وحدك، فمن حصل على شيء من العلم الشرعي فإنه ينشره ويبينه للناس، ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: 187]، فكونوا كما أوصاكم الله بذلك أن تتعلموا العلم، وأن تعلموه وتنشروه وأن تكونوا قدوة صالحة، تجمعون بين العلم والعمل، فتكونون قدوة صالحة في هذا، فهذا هو جماع الخير، وجماع السعادة، وجماع التقوى: العلم النافع، والعمل الصالح، وقد روي: أن هناك من حملة القرآن من يعذب قبل عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3600).