فهذا لا يحصل على شيء، وإن
حصل على المال فإن المال عرض زائل، وأما العلم فإنه يبقى، ولكن مع إخلاص النية لله
عز وجل في طلبه، ومع قرنه بالعمل الصالح، فالعلم ينمو مع العمل، ويزيد مع العمل ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ
وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 282].
والله جل وعلا يعلم النبات والمقاصد، فأحسنوا نياتكم ومقاصدكم، قال صلى
الله عليه وسلم: «إنما الأَعْمَالُ
بِالنِّيِّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرئٍ مَا نَوَى» ([1])، والله لا يخفى
عليه شيء، ويعلم كل شيء، فيعلم ما في القلوب، ويعلم السر وأخفى، فأحسنوا تعاملكم
مع الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم أحسنوا تعاملكم مع الناس، فهذه الخصلة العظيمة
تجمع لكم خيري الدنيا والآخرة، ولتحرصوا على حفظ الوقت؛ لأن الشواغل اليوم كثيرة،
والقنوات مفتوحة وفيها كل ما يلهي عن طلب العلم وعن العمل، فأقبلوا على طلب العلم،
والعلماء يقولون: العلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه.
والله جل وعلا يقول: ﴿وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [الإسراء: 85]، ولكن هذا القليل مبارك إذا أخلص العبد نيته لله بارك الله له في علمه وفي عمله وفي توجهاته، ليس معنى هذا أن الإنسان يرفض الدنيا ويبتعد عنها، فهو محتاج إليها، ولكن يأخذها يستعين بها على طاعة الله وعلى طلب العلم، والله جل وعلا إذا علم منه إخلاص النية: وفقه وأعانه وسدده، فأصلحوا ما بينكم وبين الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم أصلحوا ما بينكم وبين الناس، فهذا هو منهج المسلم في حياته، أنه يحسن ما بينه وبين الله، ثم يحسن ما بينه وبين الناس.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1).