فليس القصد أن الإنسان
يتعلم في نفسه، وإنما يتعلم ليعمل وليعلم غيره، ﴿وَإِذۡ
أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ
لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: 187]، فهذه صفة اليهود أنهم يتعلمون ولكنهم
لا يعلمون، ولا ينشرون العلم النافع، أما المسلم فإنه يتعلم لنفسه، ويتعلم لأمته ولإخوانه.
هذا هو طالب العلم الذي ينفع نفسه وينفع إخوانه وينفع مجتمعه، قال الله جل
وعلا: ﴿وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ﴾ [التوبة: 122] يعني: لا يمكن أن المسلمين كلهم ينفرون
لطلب العلم، ﴿وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ
طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا
رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ﴾ [التوبة: 122]،
فأنتم -والحمد لله- جئتم لطلب العلم، فإذا وفقكم الله وحصلتم على شيء من هذا العلم
الشرعي فلا تخزنوه في صدوركم فقط، ولكن بينوه للناس وعلموا من وراءكم، ﴿لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ
وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ﴾.
السؤال: صاحب الفضيلة، هل من كلمة خاصة -حفظكم الله- للطالبات اللاتي يستمعن إليكم
الآن.
الجواب: لا شك أن النصيحة موجهة للجميع، للبنين والبنات، ولكن على البنات خاصة أن
يلتزمن بالآداب الشرعية، ويلتزمن بالحجاب، ويلتزمن بالصمت وغض البصر.
قال تعالى: ﴿وَقُل
لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا
يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾ [النور: 31] إلى
آخر الآية.