من قول أو فعل أو تقرير أو
صفة، هذه السنة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك كتب مصنفة للمحافظة
على هذه السنة، الحمد لله الدين محفوظ لمن يريد التمسك به، وكما قال صلى الله عليه
وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ
أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى
يَأْتِيَ أَمْرُ الله وَهُمْ كَذَلِكَ» ([1]).
هذه الطائفة لا تزال في الأمة، لا تفقد هذه الطائفة، ولو كانت الطائفة
واحدًا، فالواحد يسمى طائفة، إذا كان متمسكًا بالسنة، وقائما عليها فهو الطائفة
المنصورة، ولو كان واحدًا، ولا تفقد الأمة هذه الطائفة السُنية الطيبة والحمد لله
إلى أن يأتي أمر الله سبحانه وتعالى، «لاَ
تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ
خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله وَهُمْ كَذَلِكَ»، فهناك ناس
يخذلونهم، وهناك ناس يخالفونهم ولكنهم لا يضر وهم، «لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى
يَأْتِيَ أَمْرُ الله».
فهذا من لطف الله بعباده، وأنه سبحانه يُقيم للحق من ينصره، ويدعو إليه ولو كثر الشر؛ فهناك من يتمسك بالخير ويدعو إليه وينشره في الناس؛ فلا تضل الأمة جميعًا، بل يبقى من يبقى ولله الحمد، ولكن قد يكون غريبا كما قال صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودَ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ([2])، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟، قال: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» ([3]). وفي رواية: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ ما أَفْسَدَ النَّاسُ» ([4]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1920).