×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

وفي رواية: «مَنْ عَمِل عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) يعني: من عمل بالبدعة ولو لم يحدثها هو، «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»:

-      فإما أن يكون هو الذي أحدث البدعة.

-      و إما أن يكون ما أحدثها، ولكن عمل بها.

فلتتجنب البدع مهما كانت، «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا» أي: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو السنة، «فَهُوَ رَدٌّ» يعني: مردود عليه، لا يُقبل منه ولا يُؤجر عليه بل يأثم عليه، فالبدع لا خير فيها، وإنما الخير في السنن والتمسك بها، ولهذا لا بد من العناية بالسنن، وتعلم العلم النافع والعقيدة الصحيحة، عقيدة السلف الصالح وما هم عليه، هذه طرق النجاة من الفتن والضلالات والشرور التي تتجدد، وتتعاظم كلما تأخر الزمان زادت الفتن، وخفيت السنن، تزيد الفتن وتخفى السنن، ولا تجتمع البدعة والسنة أبدا، بل لا بد أن أحدهما خرج الأخرى، لا تجتمع سنة وبدعة أبدا، إحداهما خرج الأخرى، السنة تخرج البدعة، والبدعة تخرج السنة، فيجب معرفة هذا الأمر العظيم، وأنه لا يتساهل في البدع أبدا مهما كان، ومهما زينها أصحابها وحسنوها؛ فإنها صد عن دين الله وهي طريق هلاك، وطريق ضلال مردود، «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرُنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، تعب بلا فائدة، بل لا يكتفي بأنه بلا فائدة، بل مضرة، فيه مضرة وهلاك وفيه شقاء وفيه كل شر، فالبدع لا خير فيها ولا في أهلها، وإنما الخير في السنن وأهلها، وهو ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم له


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).