ولكن النفع المتعدي هو مع
الطائفتين الأوليين التي أمسكت الماء وأنبتت الكلأ، والتي أمسكت الماء للناس، وأما
الطائفة الثالثة فهم قيعان فلا يمسكون ماء ولا ينبتون كلأ، فلا يحصل منهم نفع
للأمة.
«فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي
وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا
وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ
فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةُ»: هذه الفتن
-والعياذ بالله-، المحدثات هي البدع، فالبدع ليس فيها خير بل هي ضلال، وإن ادعوا
أن فيها خيرًا وفيها عبادة، لا هي ضلال، البدع ضلال، والمبتدعة ضُلال، يجب الحذر
من هذا، والعياذ بالله، فهذا حديث عظيم، حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه حديث
عظيم ومنهج قويم لمن تمسك به وسار عليه، والموفق من وفقه الله، ولكن الإنسان إذا
بذل السبب وبذل الجهد فإن الله سبحانه وتعالى يوفقه، وأما إذا أهمل وتكاسل وضيع؛
فإنما يهلك نفسه ويضرها ويسير على غير هدى، وعلى غير منهج سليم.
«فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ
بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاََفًا كَثيِرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا
عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ»: فكلمة «وَإِيَّاكُمْ» هذه تحذير.
«وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ» كل ما خالف السنة مما هو ينسب إلى الدين وهو يخالف السنة؛ فهو بدعة، «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ»، وإن قالوا: إنها طيبة وفيها خير، نقول: لا، البدعة ليس فيها خير، «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةُ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ في النَّارِ»، وفي الحديث الآخر: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رِدٌّ» ([1])، أي: مردود عليه ولا يقبل.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).