وَلَه عَن
مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ» ([1]).
****
وَسَفكِ دِمَاءِ الّذِين لَهُم عَهدٌ عِنْدَ المُسلِمِين،
أوْ حُرمَةٌ، أوْ أمَانٌ عِندَ المُسلِمِين؛ إنَّه أَمرٌ خَطِيرٌ - وَالعِيَاذُ
بِاللهِ -.
****
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ»؛ يَعنِي: وَقت الفِتَنِ وَسَفكِ
الدِّمَاءِ الإنسَانُ يَعتَزِلُها، وَيشتَغِلُ بِالعِبادَةِ؛ عِبَادَةِ رَبِّه.
فَهَذا
فِيهِ الحَثّ لِلمُسلمِ عِندَمَا تَحدُثُ فِتنٌ بَيْنَ المُسلِمِين أَلَّا يَدخُلُ
فِيهَا، وَأنْ يَشتَغِلَ بِعبَادةِ رَبِّه، وهَذِه هِجرَةٌ.
الهِجرَةُ
فِي اللّغَةِ: هِي التَّركُ وَالانْتِقَالُ مِن حَالةٍ إِلَى
حَالةٍ، فَهُو يَترُكُ الدّخُولَ فِي الهَرْجِ وَالقَتلِ، وَيَشتَغلُ بِعبَادةِ
رَبِّه، هَذِه هِجرَةٌ كَالهِجرَةِ إِلَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم،
الهِجرَةُ مِن الهَرْجِ إلَى العِبَادةِ كَالهِجرَةِ إِلَى الرَّسُولِ صلى الله عليه
وسلم فِي حيَاتِهِ؛ الهِجرَةُ المَعرُوفَةُ العَظِيمَةُ، لمَّا هَاجَرَ
الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم معَهُ إلَى المَدِينةِ؛ لنُصرَةِ دِينِ اللهِ عز وجل.
والهِجرَةُ
فِي الاصْطلاَحِ: التَّركُ، مِنهَا تَركُ الوَطنِ فِرَارًا
بِالدِّينِ، وَمِنْهَا تَركُ الفِتنِ إلَى السّنَّةِ، فَتَركُ القَتلِ بَينَ
النَّاسِ إِلَى العِبَادةِ، هَذَا نَوعٌ مِن الهِجرَةِ.
****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2948).